الكسب
الحلال
أهميته
،وآثاره
لِسَمَاحَةِ
الشَّيْخِ العلاّمةِ
د.
عَبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ
حَفِظَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ،ورَعَاهُ ـ
[ تقديم ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله
وصحبه ومن والاه، أما بعد:
«
المُقدِّمَةُ » :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي خلق الخلق
للعبادة، ونفذ فيهم ما قدَّره وأراده، أحمده -سبحانه- وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
« الحث على العمل والتكسب » :
قد جعل الله وجوها كثيرة
للتكسب الحلال فأباح كل كسب ليس فيه اعتداء، ولا ظلم، ولا ضرر على الغير، وأباح
أنواعا من الاكتساب حتى يجمع الإنسان من المال ما يكون كافيا له في قوته، وقوت من
يعوله.
وقد وردت أحاديث كثيرة تدل
على الأمر بتكسب الإنسان وسعيه للمعيشة، وبكف وجهه عن سؤال الناس، حتى إن النبي
-صلى الله عليه وسلم- قال فيما ورد عنه: « لأن يأخذ أحدكم حبلا فيأتي بحزمة من
حطب فيبيعها، فيكف بها وجهه عن الناس، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه »([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). فَحَثَّ -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث على التكسب، ولكن يريد التكسب
الحلال.
ولما كان هَمُّ الناس وشغلهم
الشاغل اكتساب المال، فإن منهم من تكون همته في التكسب الحلال، ومنهم من تكون همته
في التكسب المشتبه! ومنهم من تكون همته في التكسب الحرام.
« وجوه
التكسب الحلال وشروطه » :
وجوه التكسب الحلال كثيرة،
منهـا على سبيل المثال: الحراثة، والتجارة، والصناعة، وتربية الدواب والدواجن وغير
ذلك.
* فمن الناس من تكون همته في
الأرض، فيستثمرها ويغرسها ويجد في ذلك معيشته وكسبه، ويستغني بذلك عن سؤال الناس.
ولا شك أن كسب الحرث يُعَدُّ
من أفضل المكاسب، وقد جعله الله تعالى من جملة الحِرَف التي زينت للناس، في قوله
تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ﴾ [آل عمران: 14].
* ومن الناس من تكون همته في
التجارة، ولا شك أن التجارة أيضا من جملة الحِرَف التي يكتسب بها المال، قل أو كثر .
وقد ورد ذكر التجارة في
القرآن في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا
رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا ﴾
[الجمعة: 11] وقوله: ﴿ قُلْ
مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ﴾ [الجمعة: 11] وقوله :
﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [النور: 37].
* وقد أحل الله المعاملات
التي ليس فيها ضرر، فقال تعالى: ﴿ وَأَحَلَّ
اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275] وقال في آية الجمعة: ﴿ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ﴾ [الجمعة: 9]. فدل على أنه قبل النداء إلى صلاة الجمعة يباح البيع الذي يقصد
من ورائه الربح، ثم لا شك أن هذا البيع مع كونه بيعا ليس فيه ربا ولا غش، فإنه قد
يدخل فيه شيء يقلل من فائدته الأخروية، أو يدخل عليه فساد أو ضرر!!
وقد نهى النبي -صلى الله عليه
وسلم- عن الكثير من المعاملات أو المبايعات التي فيها شيء من الضرر على الآخرين،
فثبت أنه « نهى عن بيع الغرر »([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) .
وقد جعل الرسول -صلى الله
عليه وسلم- النصيحة من خصال الخير، وأنها من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، فقال
-صلى الله عليه وسلم- : « للمسلم على المسلم ست بالمعروف: تسلم عليه إذا
لقيته، وتجيبه إذا دعاك، وتشمته إذا عطس، وتعوده إذا مرض، وتتبع جنازته إذا مات،
وتنصحه إذا استنصحك »([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). وفي رواية: « وتحب له ما تحب لنفسك ».
وهذا ليس من النصح، بل من
الغش والخداع، وقد حرَّم الله ذلك على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: «
من غشنا فليس منا » وذلك « أنه -عليه الصلاة والسلام- مَرَّ على
رجل يبيع طعاما من الحبوب ونحوها، فأدخل يده فيه فأصابت بللا -يعني رطوبة- فقال:
ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله! -يعني: المطر- قال: هلا
جعلته في أعلاه كي يراه الناس؟! من غشنا فليس منا! »([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وقد ثبت في الحديث عن النبي
-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن
الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
﴾ ثم ذكر -صلى الله عليه وسلم- الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى
السماء ويقول: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّيَ
بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك؟! » [رواه مسلم ]
».
: « من أنواع المعاملات المحرمة الربا » :
ومن المعاملات المحرمة التي جاء
القرآن والسنة بحرمتها معاملة الربا، وقد نزلت فيه آيات كثيرة تنص على تحريمه.
فمن الآيات المكية: قوله تعالى في سورة الروم: ﴿ وَمَا
آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ
اللَّهِ ﴾ [
الروم : 39 ].
ومن الآيات المدنية: قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً﴾ [آل عمران: 130].
وقد كان اليهود يتعاملون
بالربا، وقد عابهم الله بذلك في قوله تعالى: ﴿ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ ﴾ [النساء: 161]. أي أن الله تعالى قد نهاهم عن أخذ الربا في كتبهم فلم
ينتهوا!! فالذين يأكلون الربا من هذه الأمة يكونون سلفا لليهود والجاهليين الذين
نزلت فيهم هذه الآيات.
وفي آخر حياة النبي -صلى الله
عليه وسلم- كان من آخر ما نزل عليه الآيات التي في سورة البقرة، التي هي تحريم
صريح للربا، فقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ
الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾
[البقرة: 275].
: « أنواع
الربا » :
1- ربا الجاهلية
ثبت أن النبي -صلى الله عليه
وسلم- قال: « لعن الله آكل الربا وموكله، وكاتبه وشاهديه »([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) فلعنهم لتعاونهم على هذا الإثم.
* فآكله هو الذي يستجلبه من
ذمم الناس ويأكله!
* وموكله هو الذي اعترف به
وأعطاه للآكل وأخرجه من ماله.
* أما الكاتب والشاهدان
فلكونهما حفظاه وأقراه وهما يعلمان أنه ربا صريح!! فجعلهم كلهم سواء في هذا الإثم،
وإن كانوا متفاوتين في العقوبة، لكن سوَّى بينهم في استحقاق هذا الوعيد الذي هو
اللعن والعياذ بالله.
ولكن لا شك أن الأَوْلى
بالمسلم هو البعد عن البنوك الربوية، والإيداع فيها، والتعامل معها، فهناك بنوك
إسلامية، معاملاتها سليمة، بعيدة عن الشبهات، وهي تعمل كمضاربة، فتعمل في رءوس
أموالها عمل المضارب الذي هو بيع سلع وشراؤها، وكذلك أعمال مصرفية حرة، ليست فيها
شبهة، ثم إن كل مساهم يعطى سهما من الربح على العموم، وعلى حد سواء، فمثل هذا لا
شبهة فيه ويقوم مقام تلك البنوك الربوية ونحوها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([1]) أخرجه البخاري برقم (1471)، وأحمد (1
/164).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مع تحيات the king
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الحلال
أهميته
،وآثاره
لِسَمَاحَةِ
الشَّيْخِ العلاّمةِ
د.
عَبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ
حَفِظَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ،ورَعَاهُ ـ
[ تقديم ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله
وصحبه ومن والاه، أما بعد:
«
المُقدِّمَةُ » :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي خلق الخلق
للعبادة، ونفذ فيهم ما قدَّره وأراده، أحمده -سبحانه- وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
« الحث على العمل والتكسب » :
قد جعل الله وجوها كثيرة
للتكسب الحلال فأباح كل كسب ليس فيه اعتداء، ولا ظلم، ولا ضرر على الغير، وأباح
أنواعا من الاكتساب حتى يجمع الإنسان من المال ما يكون كافيا له في قوته، وقوت من
يعوله.
وقد وردت أحاديث كثيرة تدل
على الأمر بتكسب الإنسان وسعيه للمعيشة، وبكف وجهه عن سؤال الناس، حتى إن النبي
-صلى الله عليه وسلم- قال فيما ورد عنه: « لأن يأخذ أحدكم حبلا فيأتي بحزمة من
حطب فيبيعها، فيكف بها وجهه عن الناس، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه »([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). فَحَثَّ -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث على التكسب، ولكن يريد التكسب
الحلال.
ولما كان هَمُّ الناس وشغلهم
الشاغل اكتساب المال، فإن منهم من تكون همته في التكسب الحلال، ومنهم من تكون همته
في التكسب المشتبه! ومنهم من تكون همته في التكسب الحرام.
« وجوه
التكسب الحلال وشروطه » :
وجوه التكسب الحلال كثيرة،
منهـا على سبيل المثال: الحراثة، والتجارة، والصناعة، وتربية الدواب والدواجن وغير
ذلك.
* فمن الناس من تكون همته في
الأرض، فيستثمرها ويغرسها ويجد في ذلك معيشته وكسبه، ويستغني بذلك عن سؤال الناس.
ولا شك أن كسب الحرث يُعَدُّ
من أفضل المكاسب، وقد جعله الله تعالى من جملة الحِرَف التي زينت للناس، في قوله
تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ﴾ [آل عمران: 14].
* ومن الناس من تكون همته في
التجارة، ولا شك أن التجارة أيضا من جملة الحِرَف التي يكتسب بها المال، قل أو كثر .
وقد ورد ذكر التجارة في
القرآن في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا
رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا ﴾
[الجمعة: 11] وقوله: ﴿ قُلْ
مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ﴾ [الجمعة: 11] وقوله :
﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [النور: 37].
* وقد أحل الله المعاملات
التي ليس فيها ضرر، فقال تعالى: ﴿ وَأَحَلَّ
اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275] وقال في آية الجمعة: ﴿ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ﴾ [الجمعة: 9]. فدل على أنه قبل النداء إلى صلاة الجمعة يباح البيع الذي يقصد
من ورائه الربح، ثم لا شك أن هذا البيع مع كونه بيعا ليس فيه ربا ولا غش، فإنه قد
يدخل فيه شيء يقلل من فائدته الأخروية، أو يدخل عليه فساد أو ضرر!!
وقد نهى النبي -صلى الله عليه
وسلم- عن الكثير من المعاملات أو المبايعات التي فيها شيء من الضرر على الآخرين،
فثبت أنه « نهى عن بيع الغرر »([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) .
وقد جعل الرسول -صلى الله
عليه وسلم- النصيحة من خصال الخير، وأنها من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، فقال
-صلى الله عليه وسلم- : « للمسلم على المسلم ست بالمعروف: تسلم عليه إذا
لقيته، وتجيبه إذا دعاك، وتشمته إذا عطس، وتعوده إذا مرض، وتتبع جنازته إذا مات،
وتنصحه إذا استنصحك »([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). وفي رواية: « وتحب له ما تحب لنفسك ».
وهذا ليس من النصح، بل من
الغش والخداع، وقد حرَّم الله ذلك على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: «
من غشنا فليس منا » وذلك « أنه -عليه الصلاة والسلام- مَرَّ على
رجل يبيع طعاما من الحبوب ونحوها، فأدخل يده فيه فأصابت بللا -يعني رطوبة- فقال:
ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله! -يعني: المطر- قال: هلا
جعلته في أعلاه كي يراه الناس؟! من غشنا فليس منا! »([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وقد ثبت في الحديث عن النبي
-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن
الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
﴾ ثم ذكر -صلى الله عليه وسلم- الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى
السماء ويقول: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّيَ
بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك؟! » [رواه مسلم ]
».
: « من أنواع المعاملات المحرمة الربا » :
ومن المعاملات المحرمة التي جاء
القرآن والسنة بحرمتها معاملة الربا، وقد نزلت فيه آيات كثيرة تنص على تحريمه.
فمن الآيات المكية: قوله تعالى في سورة الروم: ﴿ وَمَا
آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ
اللَّهِ ﴾ [
الروم : 39 ].
ومن الآيات المدنية: قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً﴾ [آل عمران: 130].
وقد كان اليهود يتعاملون
بالربا، وقد عابهم الله بذلك في قوله تعالى: ﴿ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ ﴾ [النساء: 161]. أي أن الله تعالى قد نهاهم عن أخذ الربا في كتبهم فلم
ينتهوا!! فالذين يأكلون الربا من هذه الأمة يكونون سلفا لليهود والجاهليين الذين
نزلت فيهم هذه الآيات.
وفي آخر حياة النبي -صلى الله
عليه وسلم- كان من آخر ما نزل عليه الآيات التي في سورة البقرة، التي هي تحريم
صريح للربا، فقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ
الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾
[البقرة: 275].
: « أنواع
الربا » :
1- ربا الجاهلية
ثبت أن النبي -صلى الله عليه
وسلم- قال: « لعن الله آكل الربا وموكله، وكاتبه وشاهديه »([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) فلعنهم لتعاونهم على هذا الإثم.
* فآكله هو الذي يستجلبه من
ذمم الناس ويأكله!
* وموكله هو الذي اعترف به
وأعطاه للآكل وأخرجه من ماله.
* أما الكاتب والشاهدان
فلكونهما حفظاه وأقراه وهما يعلمان أنه ربا صريح!! فجعلهم كلهم سواء في هذا الإثم،
وإن كانوا متفاوتين في العقوبة، لكن سوَّى بينهم في استحقاق هذا الوعيد الذي هو
اللعن والعياذ بالله.
ولكن لا شك أن الأَوْلى
بالمسلم هو البعد عن البنوك الربوية، والإيداع فيها، والتعامل معها، فهناك بنوك
إسلامية، معاملاتها سليمة، بعيدة عن الشبهات، وهي تعمل كمضاربة، فتعمل في رءوس
أموالها عمل المضارب الذي هو بيع سلع وشراؤها، وكذلك أعمال مصرفية حرة، ليست فيها
شبهة، ثم إن كل مساهم يعطى سهما من الربح على العموم، وعلى حد سواء، فمثل هذا لا
شبهة فيه ويقوم مقام تلك البنوك الربوية ونحوها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([1]) أخرجه البخاري برقم (1471)، وأحمد (1
/164).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مع تحيات the king
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]